الجمعة، 12 أكتوبر 2012

همس الأنامل (29)


كيف تسرقني حروف لغتي إليك، كأنك دربي الذي اهتديت إليه بعد أن ضللت طويلا، كيف انتصبت نبضات قلبي كرايات تلوح لي من بعيد، تعيد إلى ذاكرتي أجراسا محملة بالحلم البكر وتعيدني فتاة تمشي في السهوب كأنها طيف يعيد للارض اخضرارها...كيف أستعيدني كلما صادفتني كلماتك فتتحلل كل الخيوط القاسية التي شكلت نسيجا اسودا لايامنا التي لم تعد تأبه بنا...تتساقط اسئلتي كأنها وجدت ذاتها فجأة فأخذت تنتفض وتفرقع في الهواء... لا تزال الدروب التي مشيناها معا تتذكرنا، تعرف ملامح الخطوات تتنبأ بالجهات التي سنسلكها، حتى الهواء الصباحي الجميل كان ينتظرنا عند كل منعطف مشيناه معا، أو منفردين، كيف مال الرصيف عليّ فجأة همس لي وابتعد، كأنه يصر أن يذكرني بأن دربنا الجميل في ذاكرة الزمن لا يغيب، كيف استطيع أن اتلمس كلماتك كما تتلمس كفي أوراق الشجرة التي تموت كل يوم لكني اراها مبتسمة كأنها تخفي عني اخضرارا جميلا لم تعد قادرة على الاحتفاظ به في ملامحها ؟؟ لا اذكر ان كنت حدثتك عن الاشجار التي اسكنها وتسكنني، لكني بالتأكيد حدثتك عن أحلامي البسيطة، عن المرايا التي اسر لها بقبلاتي وامضي.. عن المساء الجميل الذي يشاكسني كلما اردت الابتسام بعث في روحي اشجانا كثيرة، عن أمي التي اشبهها وتشبهني ... عن فرحي الذي سيحملني على جناحية ويمضي فنمضي معه، كيف تسرقني حروف لغتي إليك فأتحول إلى معنى في ذاكرة الحروف حين تغيب، تفر القصيدة من يدي كلما كتبت لك رسالة ، تفر من روحي كلما نفضت الحلم عني ومضيت إلى العمل، هل سأمضي يوما إلى الحياة فتسألني عنك ؟؟ لتعلم اذا انني سأترك صوتي الذي حدثتك به يوما على شاطئ بعيد في ساعات الصباح الاولى فتفر به الريح تخبئه في اصداف الشاطئ أو ترمي به الى موجة سيزيفية الحنين، حتى إذا ما تعب الصوت وخر صريعا سقطت من شفتيه حروفا لا ملامح لها الف منهكة القوى، دال تركت روحها ومضت وعين لم تعد ترى...

ليست هناك تعليقات: